الحب والخوف بينهما جدارٌ فاصل شاهق الارتفاع يمنعهما من الاجتماع ففي العلاقة التي تسعى لها عليك أن تختار دوما بين أمرين: شريكٌ يحبك، أو شريكٌ يخشاك، لذا أنصحك من قلبٍ مُحب لا تتخم علاقتك الزوجية بالمخاوف، ولا تخلط بين الزواج والحب. فوجود الزواج لا يعني وجود الحب، لكن للأسف فإن الزواج في المجتمعات الشرقية غالباً ما يتم بناؤه على أسس التخويف والتهديد والشكوك والنكايات، وما أبعد ذلك عن الحب.
فما هو الحب وما علاقته بالجنس؟ وهل الحب يولد الشهوة؟ أم إنهما أمران منفصلنا. جميعها أسئلة سنجاوب عنها في مقال اليوم، بالإضافة للعديد من الأسئلة الأخرى المتعلقة بالحب والجنس وارتباطهما.
مقدمة في علاقة الحب بالجنس:
حتى إن كنت تمارس الحب، وإن كنت تعيش علاقة جنسية، لا يعني ذلك وجود الحب، إنه مجرد التقاء أجسادٍ لا اكثر، وما أبعد الحب عن ذلك. فبحضرةِ الحب يضمحل الخوف ويتلاشى ويتسلل الخوف تدريجيًا من مواقف وردّات فعلٍ متتالية ليأخذ مكانه بين المشاعر الكثيرة التي تنهال علينا كل يوم. يبدأ صغيراً ثم يكبر ويكبر ويكبر إلى أن يتملكنا، ف فنبدأ بالخوف من أمورٍ صغيرة كأن ينزعج احدهم منا، وأن لا نكون بالشكل الاجتماعي المطلوب، وأن تكون رغباتنا غير متناسبة مع رغباتهم، وأن نعطي آراءنا في مسالة ما ونغضب غيرنا، لدرجة أننا نخاف قول كلمة حق، كلمة صدق.
وهنا يذبل الحب وينسحب، ولكي أكون صادقة أكثر، إنه لم يتواجد منذ البداية..
فلو كان الحب حقيقياً لكان هنالك التقاء للمراكز الداخلية الروحية بينك وبين الشريك، ولما عرف الخوف طريقاً إلى قلبك، إلا بشكله الصحي البسيط الذي يقوم على حمايتك وتحفيزك للتطور لا أكثر. وتصل أخيراً إلى شكلٍ أكثر تعقيداً وهو الخوف من الفقدان، فقدان المكانة، فقدان الاحتواء، فقدان الشريك. وأخيراً تخاف الحياة كلها ونتخشاها.
وبناء على ذلك يمكننا القول إنه حين تكون حياة شخص ما موجهة نحو الحب يجعله ذلك كائنًا دينيًا وروحيًا. وأن تكون مجبولاً بالحب متخذاً إياه وجهةً تسعى لها يعني عدم خوفك من المستقبل، عدم خوفك من النتيجة أو من العواقب عيش هنا والآن.
عندما يملأ الحب جوارحك، ويتغلغل أعماقك، وتستمده من إلهك.. ستعيش المعنى الحقيقي للحياة المتمثل باللحظة.هنا والآن.
هل الحب يولد الشهوة؟
إن ذلك الأمر يختلف بين الرجل والمرأة، كلاهما يولد الحب داخلهما الشهوة لكن الفرق، أن المرأة فالشهوة تأتي بعد الحب وترتبط بشكل كبير بالرجل الذي هي معه، بينما لدى الرجل فليس من الضروري أن يأتي الحب قبل الشهوة، فمن الممكن أن يتولد لديه إحساس الشهوة حتى قبل أن يقع في غرام المرأة. لكن بالطبع هنالك دوما استثناءات من الطرفين.
كيف نفرق بين الحب والشهوة؟
في الحقيقة، إن الفرق بين الأمرين رغم وضوحه إلا أن الكثيرين لا يرون ذلك الفرق بسبب انغماسهم بالعلاقة غالبا، حيث يمكننا القول أن الحب هو الشعور الذي يتولد داخلنا تجاه الطرف الآخر دون التعمق في شكله الخارجي أو جاذبية جسده، وهو ما يجعلنا نغوص في تيه الطرف الآخر بشكل كامل ونغرق في تفاصيله، بينما الشهوة فإنها تأتي من انجذابنا للشكل الخارجي للطرف الآخر دون النظر إلى مضمونه أو روحه، أو حتى مدا توافقه معنا من الناحية النفسية أو العاطفية أو الاجتماعية.
ما الفرق بين حب الشهوة والحب الحقيقي؟
يمكننا القول أن حب الشهوة هو حب الطرف الآخر دون النظر إلى الفرد كشخص مستقل متفرد ومميز بل يتم النظر إلى على جنسه وجاذبيته الظاهرية والجنسية، بيما الحب الحقيقي فإنه لا يأخذ الشكل الخارجي أو أي عوامل أخرى على محمل الجد بشكل كبير، حيث يطغى إحساسنا بالارتباط بذاك الشخص بشكل كبير على أي اعتبارات أخرى، كما أن الحب يتضمن الشهوة لكن الشهوة لا تتضمن الحب ، وهذا فرق جوهري بين الاثنين.
وفي الختام يمكننا القول أن الحب والجنس أمران متصلان من جهة واحدة ، حيث من المؤكد أن الحب يتضمن شهوة لكن ليس بالضرورة على الإطلاق أن تتضمن الشهوة شعور الحب، كما إن الإحساس بالخوف أو عدم الأمان أو التوتر والعصبية جميعها أحاسيس قد نشعر بها مع شخص تربطنا معه علاقة شهوة لكن من المستحيل إن نشعر بتلك المشاعر مع شخص نحبه ويحبنا.
أتمنى أن يكون لكل منكم قصة الحب الخاصة به والتي تملئوه بالطاقة الإيجابية والرضا، وتذكر إنك تستطيع أخذ استشارة نفسية من الدكتورة زينا صوفي لأي أمر يتعلق بعلاقتك مع شريك حياتك، لجعلها أكثر روعة وجمال دون أي خوف أو ضياع.
Comments are closed