الابتزاز العاطفي وليد العلاقات السامة التي يقع بها الكثير من الناس، ويتمثل هذا الابتزاز في تضييق الخناق على الضحية أو الشريك وتقييد تحركاته وإخضاعه لسيطرته الكاملة، لكن ما هي أشكال الابتزاز العاطفي وكيف أتعامل مع الابتزاز العاطفي؟ كل ذلك وأكثر سنتعرف عليه في مقال اليوم.
تعريف الابتزاز العاطفي:
يعد الابتزاز العاطفي شكل من أشكال التلاعب النفسي الذي يُجبَر من خلاله الشخص على القيام بأمور وأداء أدوار وإنجاز مهام وأشياء لا يريدها فقط تجنبا للتهديدات والوعيد والخلاف مع الطرف المُبتز.
كيف نقع ضحايا للابتزاز العاطفي؟!
قد يقع أحدنا ضحية للابتزاز العاطفي دون أن يشعر، أتعلم كيف؟
هل تعلم أن التربية الأسرية غالباً ما يشوبها هذا الابتزاز؟! كأن يخبرك أحد الوالدين ان لم تجلس هادئاً ستخسر محبته، أو إن لم تنم مُبكراً ستكتسب غضبه، وإن رافقت هذا الشخص أو ذاك، او أحببت هذه أو تلك فلن يكون لك مكاناً في قلبهم. كل هذا وغيره الكثير يعد من أنواع الابتزاز العاطفي البسيط الذي غالباً ما تم ممارسته علينا لكن من دون وعي ومن دون قصد، فبالتأكيد فإن الأهل لا يتعمدون ابتزازنا عاطفيا أو إيذائنا نفسيا بأساليب كهذه، لكنهم يستخدمونها دون وعي منهم لآثارها المدمرة علينا وعلى تكوين شخصيتنا، ولذلك ننشأ ونكبُر ونحن نظن أن هذا هو الحال الطبيعي للحياة. ولكن
ما هي أشكال الابتزاز العاطفي؟
الابتزاز من خلال معاقبة الآخر:
وهو أحد أشكال الابتزاز العاطفي الرائجة التي يستخدمها بعض الأشخاص في أشكال مختلفة من العلاقات، كالحب والزواج والعمل والصداقة وغيرها، وهنا يلجأ الطرف المُبتز إلى تهديد الضحية بالعقاب إن رفض تنفيذ أمر ما، أو معاقبته ليتراجع عن تصرف معين.
الابتزاز من خلال إيذاء النفس:
وهنا يلجأ الطرف المُبتز إلى التهديد بإيذاء نفسه عندما يتصرف الضحية بما يخالف توجيهاته، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كأن يقول”أتمنى أن استطيع العيش حتى الغد بعد أن قررت هجراني”، أو أن يقول:”لا يمكنني العيش بعيد عنك وإن قررت الرحيل ستنتهي حياتي”.
الابتزاز من خلال لعب دور الضحية:
في هذه الحالة يتصرف المُبتز بطريقة تثير شفقة الضحية وتجعله يتراجع عما يريده وذلك حرصا على الشخص المبتز، حيث يعتمد المُبتز على صدق وقوة مشاعر الضحية وعلى تعلقها به، ولذلك يحاول استغلال هذه المشاعر لصالحه.
كيف تعرف إن الشخص يمارس عليك ابتزاز عاطفي:
أي شخص في حياتك، مهما كانت علاقتك به من الممكن أن يبتزك عاطفيا سواء عن قصد أو من دون قصد كما أشرنا سابقا، ولكن هنالك بعض السلوكيات والجمل التي يرددها الشخص المُبتز كثيرا تدل على تطبيقه الابتزاز العاطفي عليك، وأشهرها:
- اذا تخليت عني سأنتحر.
- اذا تحدثت إلى فلان فاعتبر كل ما بيننا انتهى.
- إذا انسحبت من العلاقة فسأفضح اسرارك.
- أنت السبب في فشلي.
- انت غير مهتم بسعادتي.
وغير ذلك من الابتزاز الذي تخضع له طوعاً في بعض الأحيان لشعورك بالحزن على من أخبرك بأن حياته رهن قراراتك، وخوفاً أحياناً أُخرى من الفضائح أو الخسائر.
كيف تتعامل مع من يبتزك عاطفياً؟
الابتزاز العاطفي هو سلوك مسؤول عنه المُبتز والضحية في آن معا، ولكن هنالك بعض النصائح التي يمكنك تطبيقها لكي تتجنب الابتزاز العاطفي ولتعلم كيف تتعامل مع من يبتزك عاطفيا بشكل صحيح. وأهم هذه النصائح:
- كن واعً ومدرك لكيفية سير العلاقة، ولا تسمح لشخص مهما كانت طبيعة علاقته بك، أن يجعلك تتصرف عكس طبيعتك أو ضد قناعاتك، وإن كنت تحبه.
- احرص على تقاسم المسؤوليات بينك وبينه وحافظ على التعامل بينكما بموضوعية ووعي.
- فرض حدود وخطوط لا يمكن تجاوزها، وهذا سيمكنك من الابتعاد عن أي علاقة غير صحية أو غير متوازنة منذ البداية.
- عزز ثقتك بنفسك وارفع تقديرك لذاتك وتعلم اتخاذ قراراتك التي تناسب أهدافك ولا تدع الآخر هو من يقرر عنك.
ختاماً أريدك ان تعلم أن لا أحد منا يستحق أن يعيش ألم الابتزاز العاطفي لذلك كُن واعِ له، وتأكد دوما من عدم السماح للآخرين بالتقليل من ثقتك بنفسك ومن أهمية ما تريده حقا، فالعلاقة الصحية هي العلاقة المبنية على أسس سليمة وواضحة بعيدة عن ألاعيب وحيل نفسية. وإن رغبت في التأكد من علاقتك بشريك حياتك أو شخص مقرب منك لمعرفة ن كنت تتعرض لابتزاز عاطفي، أو كنت ترغب في مساعدة للتخلص من الآثار السلبية للابتزاز العاطفي، يمكنك الآن التواصل مع الدكتورة زينا صوفي والحصول على استشارة نفسية.
Comments are closed